من الصعب ان نصدق انه قد مر عامين فقط منذ نتيجة توقع الفوز بنسبة 92:48. حتى انه من الاصعب ان نصدق الي اي مدى قد وصلنا بعد نهاية هذه السنة الصاخبة بالاحداث الرياضية. ولكن؛ اربط حزام امانك وذلك لأن علامة واحدة فارقة قد عادت الينا بمباراة لم يتبقى عليها سوى يومين من عمر البطولة وبضعة اسابيع قليلة بعيدًا عن نهائي بطولة اخرى من دوري الابطال، والتي سوف تكون ممتعة تماما.
وكما يبدو فإن أسبانيا تستمر في سيطرتها على الكرة الاوربية، ولكن على ما يبدو فإن الفريق القوى الصاعد من المرجح ان يكون هو أتليتيكو مدريد. حيث في مرة وبطريقة خاطئة ام لا كانوا يكرسون بفخر ” الجانب الخطأ في مسارات اللعبة” لكونهم يعانون من ضعف التمويل والفريق المستضعف في مدينة مدريد، الا انهم الآن يظهرون بشخصية تمتاز بالعناد على مستوى العالم وإن لم تحظى بمزيد من الاعجاب، الا انها تستحق الاحترام.
ووصولا الى الديربي بين الفريقين فإن ريال مدريد عليه ان يواجه أتليتيكو مدريد بكلا حالتيه المشابهة والمختلفة عن الفريق الذي واجهة منذ عامين ماضيين في مدينة لشبونة.
المهانين والمستضعفين والمقهورين
في عام 2014 في لشبونة؛ من الانصاف ان يُقال ان غالبية العالم كان مبهورا حين رأي ان منافسي فريق ريال مدريد الملكي هم اولاد عمومتهم المقهورين، أتليتيكو مدريد. وعلى الرغم من أن أتليتيكو مدريد كان يصارع ويزاحم ريال مدريد وبرشلونة في المنافسة على دوري أسبانيا في الاسابيع الاخيرة ، الا ان هذه المنافسة لم تكن تؤخذ على محمل الجد.
ومهما كان، فإن ما يتردد حول كون فريق أتليتيكو مدريد قد بنا شخصيته بالاكثر اعتمادا على المدير المشاغب دييجو سيموني، وطريقة لعبهم العدوانية والخشنة واسلوبهم الدفاعي في اللعب، فإن النادي لم يكون خجلًا من التكريس لفكرة انهم كانوا من شريحة مستبدة من انحاء المدينة. ربما لإقناع الجميع ان الفريق لم يمزقه الفساد والديون فقد يكونوا قد دفعوا نقص التمويل المزعوم والغير مترابط لديهم ليتحدوا جميعا تحت شخصية التشولو اللاتينية كشخصية الطبقة العمالية الكادحة – واحد في مهمتهم، الهوية الذاتية، واللعب.
هذه السمعة الموصومة بالسوء ربما تكون جزءا من حملة العلاقات السيئة السمعة التي عانى منها الفريق، ولكن الفريق الذي نزل الى الملعب في تلك الليلة في لشبونة لم يُهزم بسهولة. ديفيد فيا، دييجو كزستا، كوكي، جابي، راؤول جارسيا، جودين، جوانفران، وفيلبي توريس، تييجو، ميراندا، وبالطبع كورتيوس في حراسة المرمى كان فريق تحسدهم عليه العديد من الاندية.
جميعنا نعرف ما حدث تلك الليلة، وكيف كانت المنافسة في تلك المباراة. ومع العديد من الامور المتشابهة في الفريق بعد مرور عامين، هل سيكون الوجه الجديد لأتليتيكو مدريد به اي اختلاف؟
المهانين، منافسين شرعيين
شيء واحد مؤكد وهو بعد انفاق ما يزيد عن 122 مليون يورو في موسم الانتقالات، وفقط بعد اندية مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وفالنسيا، أتليتيكو مدريد لن يكون قادرا على الشكوى والتصريح بانهم واحد من الفرق الفقيرة في المدينة.
ولكن بما في الفكرة الغير مناسبة المأخوذة عن سمعتهم سابقًا والتي توضع في المقدمة، فقد وجدوا انفسهم يواجهون شخص آخر – واحد هو حقيقتهم الفعلية والثاني يبدو بسخرية تلك الفكرة الغير دقيقة التي الصقوها بانفسهم بكونهم فريق ليس على درجة كافية ليكونوا في المقدمة، فلم ياخذوا الظهور بمستوى عالمي على محمل الجد.
انه من المور المدهشة ان على الرغم من ادائهم الرائع في كل المنافسات واصرارهم العنيد، وفريقهم الالذي يلعب بطريقة رائعة للغاية ونتائجهم الرائعة التي لا يمكن انكارها، الا انهم لازالوا يجدون انفسهم خارج دائرة الفرق التي تمتاز بالثقل والقوة مثل برشلونة او البايرن او ريال مدريد او حتى تشيلسي / يوفنتوس / باريس سان جيرمان.
فما بالك إذا ما كانت طريق أتليتيكو مدريد للوصول الى النهائي جاءت من التغلب على كلا من برشولنة وبايرن ميونخ ذهابا وعودة.
وما بالك أذا ما كان أتليتيكو مدريد استطاع ان يحافظ على شباكه نظيفة في 23 مباراة من اصل 36 مباراة.
بغض النظر عن السمعة التي لهم او التي لا يملكونها، وبغض النظر عما يمكن ان تقوله عن اسلوبهم في اللعب، فإن نتائج الفريق الثابتة بكل تأكيد تستق الاحترام.
ما الذي يعنيه هذا بالنسبة للديربي
نحن نعرف ان أتليتيكو مدريد فريق صعب، ولوهلة ربما يبدو الفريق محبطا لخصمه مرة تلو اخرى. ولكننا نعرف ايضا اننا هزمناهم منذ عامين، وبالكاد هزمنا منهم منذ شهرين مضيا، ولكننا الان نظهر بشكل مذهل ( وبمستوى عالي بمساعدة الفرنسي زيزو ).
هزيمة الروخ بلانكوس سوف تكون من خلال نقاط مفتاحية.
التخطيط الذهني
سيكون لزاما على زين الدين زيدان ان يقود هذه المباراة بطريقة صحيحة. إذا ما اغلق أتليتيكو مدريد منطقة وسط الملعب كما هو معتادون، فإن اللعب على الاطراف والكرات العرضية الطويلة كما رأينا في السابق ولعدة مرات لن تكون مؤثرة او فعالة بالشكل المطلوب، طبعًا مالم يستطع السيد راموس 92:48 والسيد الذي سجل 9 اهداف بالرأس ان يحولوا بعض الكرات العرضية والركنيات بالرأس لتصبح تسديدات قوية تخترق شباك أتليتيكو مدريد.
بغض النظر عن الخطة التي سوف يلعب بها سايموني فإنه ينبغي على زيدان ان يتعامل معها ويواجهها. فليس هناك جولة اخرى في مباراة النهائي، وسوف نبذل قصارى جهدنا لنحقق الفوز في الوقت الاصلي للمباراة.
العزيمة المؤكدة
لقد شهدنا جميعًا ان الاعلام بكامل اطياقه اكد ان ريال مدريد قد حقق الكثير من الاستقرار والثبات تحت قيادة زيدان. وعلى ما يبدوا ان أتليتيكو مدريد سوف يسمح لنا بالاستحواذ على الكرة ولكن ينبغي ان يكون لدينا الاصرار على التمرير الجيد، ونفس مستوى الاصرار على الضغط بشكل مستمر على دفاعات أتليتيكو والتعامل الجيد مع الاخطاء الدفاعية البسيطة التي تصدر منهم مع إبقاء اذهاننا في يقظة كاملة لحماية شباكنا من الاهداف.
الخبرة
ما الشيء الذي ربما يكون الدافع الاقوى – نداء الانتقام او استدعاء التاريخ لتكرار الفوز واستعادة سحر ومشاعر الفوز للريال الملكي؟ اميل الى الاعتقاد بأن القدرة على التحكم في معدل سرعة اللعب سابقا ومستقبلُا بجانب الصبر والحكمة في الاداء ليتم التعامل بها وقت الحاجة امور تجعلني اكاد اجزم بشدة ان جاذبية وسحر سوف تستخرج الخبرات وتسترجع لحظات تجربة رفع كأس البطولة منذ عامين وسيكو نهذا في صالح ريال مدريد.
في النهاية، الرغبة، الحظ، القدر، البطولة
بعد كل ما قيل او تم، جميعنا نعرف مقدار التقلب في هذه اللعبة. وكلنا نعرف ايضا ان كل الاعداد والتدريب والرغبة في العالم لا يمكن ان تضمن الفوز. ولكننا ها قد عدنا الى مباراة النهائي مرة اخرى!
نهائي الديبي. للمرة الثانية خلال عامين – من كان يتوقع هذا.
وفي الوقت الذي ربما يفكر فيه اصحاب التيشيرتات الحمرا والمخططة بالابيض بالطريقة التي كانوا يفكرون بها منذ عامين عندما هزمناهم، وبعدة طرق لازالو يفعلون، فإنه يوجد جو جديد من الشرعية والاحترام ينبغي ان يصاحب النهائي هذا العام والذي سوف يقام في ميلانو.
أتليتيكو مدريد لا ينبغي ان نستخف بهم، فهم قد وصولا الى النهائي بمجهودهم وبأعتبارهم من الفرق النخبة في اوربا. ربما وبطريقة غير عادلة لازالوا يحاربون من اجل كسب الاحترام، ولكن من المؤكد انهم قد ربحوه.
ولهذا سوف نعطيهم الاحترام الذي يستحقونه، كما نفعل مع اي فريق منافس آخر من الفرق القادرة على المنافسة.
قائمة المحتويات